*نهاية إسرائيل.. ولعنة تشرين تلاحق بني إسرائيل!*

عاجل

الفئة

shadow

*بقلم د.ابو العباس*

يوم ٧ تشرين الاول ١٩٤١ بدأ هتلر بقتل اليهود تاركاً بعضاً منهم كي يعرف العالم لما قام بقتلهم.. وجاء يوم ٧ تشرين الاول ٢٠٢٣ الذي بدأ فيه الفلسطينيون بقتل اليهود ويبدو بأنها مقاربة عجيبة.
وما يسعى نتنياهو على تصويره بإن "إسرائيل" تتعرض للهلوكوست مرة أخرى، وبذات التاريخ للمصادفة التشرينينة..!

غير أن قرار اللوبي الصهيوني على ما يبدو بات واصحاً بتفكيك النظام الإسرائيلي الذي أصبح عبأ عليهم وعلى نفوذهم وأعمالهم وأصبح ضرراً للجميع ووباء يجب ان يستأصل بعد ٧٥ عاماً على  تأسيس روتشيلد وبريطانيا لإسرائيل في الشرق الأوسط ووضع سيناريو وأجندة لتسيطر فيه على الأنظمة العربية وتضع يدها على الثروات النفطية في الجزيرة العربية وفي أفريقيا  (الألماس والذهب وغيره) وعملت على حماية الشركات التي تخص كبار العائلات اليهودية الماسونية .

ومع مرور السنوات، بدأت "العظمة" تسيطر على إسرائيل التي باتت متحكمة  بالثروات والأنظمة والشركات وفي كثير من الأمور وأضحت غير مكترثة باللوبي الصهيوني وعائلاته، وتدخلت بأمور عميقة ومؤامرات دولية هزت كيان اللوبي الصهيوني في واشنطن والإدارة الأميركية وحتى بريطانيا فاتخذ اللوبي قرار إسقاط دولة إسرائيل.

في المقابل، ومع مرور السنوات نشطت الحركات الثورية المناهضة لإسرائيل في مصر وسورية ولبنان وكذلك في إيران بعد العام ١٩٩٠. فمنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات ومنظمات فلسطينية اتخذت قراراً بتنفيذ عمليات فدائية في أوروبا انطلاقاً  من لبنان، ونفذت عملية بطولية سنة ١٩٧٢ في ألمانيا، سميت بعملية ميونخ وهي عملية احتجاز رهائن إسرائيليين حدثت أثناء دورة الأولمبياد الصيفية المقامة في ميونخ في ألمانيا من 5 إلى 6 سبتمبر سنة 1972 ونفذتها آنذاك منظمة أيلول الأسود التابعة لأبو إياد صلاح الخلف وكان مطلبهم الإفراج عن 236 معتقلاً في السجون الإسرائيلية معظمهم من العرب بالإضافة إلى كوزو أوكاموتو من الجيش الأحمر الياباني، وانتهت العملية بمقتل 11 رياضياً إسرائيلياً و5 من منفذي العملية الفلسطينيين وشرطي وطيار مروحية ألمانيين.
وكذلك عملية كمال عدوان التي نفذتها دلال المغربي وسميت عملية كمال عدوان، أو عملية الساحل والتي تعرف إسرائيلياً باسم مجزرة الطريق الساحلي، وهي عملية اختطاف قام بها فدائيون من حركة فتح باسم فرقة دير ياسين في 11 مارس 1978 استهدفت مدنيين إسرائيليين في ساحل مدينة حيفا حيث قام فدائيو فتح باعتراض حافلة مليئة بالركاب متجهة إلى تل أبيب، فتحرك الجيش الإسرائيلي وأوقف الحافلة المختطفة.

ولم تقتصر عمليات المنظمة على هاتين العمليتين بل قامت بعمليات فدائية متعددة في كثير من الدول حتى تاريخنا هذا. وتطورت هذه العمليات وتم تمويل المنظمة من دول عربية أهمها مصر وليبيا والعراق وسورية وغيرها من الدول مما جعلها منظمة يحسب لها حساب وباتت عاصمتها بيروت.

من جهة ثانية شاركت المنظمة بالحرب اللبنانية سنة ١٩٧٥ ضد الجبهة اللبنانية التي يتزعمها أطراف مسيحيين والتي دعمتها إسرائيل بشكل مباشر، وفي تطور الأحداث آنذاك وبقرار دولي وعربي سنة ١٩٧٦ تدخلت سورية كقوات ردع عربية مع قوات الأمن العربية السعودية والإمارات والسودان واليمن لوقف الحرب واشتبكت القوات السورية مع المنظمة لوقف الحرب والتي سميت بحرب السنتين. ومن ثمّ اجتاح جيش العدو الإسرائيلي جنوب لبنان سنة ١٩٧٩ وقاتل المنظمة التي تراجعت إلى بيروت وعاد واجتاح لبنان سنة ١٩٨٢ والذي أدى إلى ترحيل عرفات من بيروت مودعاً بدموعه وبمقولته (ليركع المجد أمام بيروت) وتوجه إلى أثينا وبعدها تونس ثالثة المنافي. وانسحب جيش العدو الإسرائيلي إلى جنوب لبنان واحتل مواقع استراتيجية وعمل على تأسيس ميليشيا سميت جيش لبنان الجنوبي بقيادة انطوان لحد.

بعد رحيل المنظمة 
لم تكد بيروت تخرج من النار والدخان حتى هزها انفجار قتل على أثره الرئيس المنتخب بشير الجميل استدعى تدخل القوات المتعددة الجنسيات التي شاركت فيها بريطانيا وفرنسا  وإيطاليا والتي لم تسمن ولم تغني من جوع، ففي ١٨ نيسان ١٩٨٣ هز بيروت انفجار كبير تبين أنه في السفارة الأميركية ودمر معظمها وأسفر عن مقتل اكثر من ٦٠ شخص يعملون في السفارة وهذه العملية  الانتحارية الفدائية نفذتها منظمة الشبح.
وبعدها وبنفس العام نفذت عملية بشاحنتين على مبنى المارينز بمطار بيروت قتل فيها أكثر من ٣٠٠ جندي أميركي وأكثر من ٥٠ جندي فرنسي وأدت إلى انسحاب القوات المتعددة الجنسيات مع قتلاها من لبنان.
والجدير بالذكر أنه خلال تلك الفترة تم الكشف عن المنظمة الشبح التي توجت باسم حزب الله والذي تبنى العمليات الاستشهادية.
وبدأ الحزب مع المقاومة الوطنية اللبنانية  تكثيف عملياتهم  في المناطق الجنوبية المحتلة حتى عام ٢٠٠٠ اندحر فيها جيش العدو  مع جيش لبنان الجنوبي متجهين إلى داخل الحدود  لفلسطين المحتلة. وانتصرت المقاومة في لبنان ودخل حزب الله المعترك السياسي في لبنان بعنوان كبير وثالوث عظيم هو (الجيش والشعب والمقاومة).
كما قاتل الحزب في الجرود اللبنانية وفي سورية مجموعات متعددة من التكفيرين وسطر الانتصارات الواحدة تلو الأخرى.
وأتت الساعة التي ينتظرها الحزب الأسطوري الداكن بألوان كيانه مع قائده السيد الحكيم يتربص ويفتك بالعدو في المناطق اللبنانية المحتلة والمستوطنات المحاذية للحدود وأدخل الرعب في قلوبهم .
لقد فاض طوفان الأقصى وأتى وقت الدخول إلى فلسطين عبر أنفاق الجليل الأعلى ومن جنوب سورية باتجاه مرتفعات الجولان المحتل واشتعل المحور من قاعدة عين الاسد والبو كمال والشدادي والتنف وصولا الى غزة منتظرين ساعة الصفر وهي لحظة القرار بالهجوم البري للعدو على غزة.

لقد كان السابع من تشرين الأول لعام ٢٠٢٣  يوم النكبة لإسرائيل وسجله التاريخ مع الإشارة لاستمرار الحرب خلال شهر تشرين الثاني وستسقط حكومة نتن ياهو بعدها وسيطلق سبيل جميع الأسرى من السجون الإسرائيلية والجلوس على طاولة مفاوضات بشرط حل الدولتين والعودة إلى حدود ١٩٦٧ وإعلان القدس عاصمة فلسطين .
لقد انتهت الحرب التي أطلق عليها طوفان الأقصى وطوفان دم السادة الشهداء الذي حرر أرض فلسطين وأنهى أسطورة بني إسرائيل، وكسر جبروتهم بحفنة من السلاح الإلهي تحملها ملائكة وجنود لم تروها. وستستمر مفاوضات حل الدولتين حتى عام ٢٠٢٧ بعدها يوقع الاتفاق ويصبح نافذاً للتنفيذ، وإن صحت تنبؤات الشيخ ياسين فإن عام  ٢٠٢٧ هو نهاية إسرائيل وهو عقدة الثمانين لدى بني إسرائيل..

الناشر

علي نعمة
علي نعمة

shadow

أخبار ذات صلة